gravatar

طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

يشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على تفاني طلحة - رضي الله عنه - وهو في وسط المعركة، والناس بين الدماء والأشلاء، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينادي: أوجب طلحة، فقد ورد في حديث عن الزبير - رضي الله عنه - قال: كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد درعان، فنهض إلى صخرة فلم يستطع؛ فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى استوى على الصخرة، فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أوجب طلحة))"12 أي وجبت الجنة لطلحة، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((طلحة ممن قضى نحبه))13، وهذا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لا يذكر غزوة أحد إلا ويذكر فضل طلحة فيه، ويسقط دمعات شاهدة على ما يقول، فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان أبو بكر - رضي الله عنه - إذا ذكر يوم أحدٍ بكى، ثم قال: ذاك كله لطلحة"14، فيا ترى ما الذي صنع طلحة حتى يذكر بهذا الذكر؟ اسمع ما يقوله جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: "لما كان يوم أحدٍ، وولى الناس؛ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحيةٍ في اثني عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: ((من للقوم؟))، فقال طلحة: أنا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: ((أنت))، فقاتل حتى قتل، ثم التفت؛ فإذا المشركون فقال: ((من للقوم؟))، فقال طلحة: أنا، قال: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: ((أنت))، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجلٌ من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من للقوم؟))، فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قلت: بسم الله؛ لرفعتك الملائكة، والناس ينظرون، ثم رد الله المشركين))

top 10